الكريزما المحمديه

الشخص 'الكاريزمي' هو شخص مؤثر بلا استئذان، مقنع نفاذ، جذاب وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فعندما جاء كعب بن زهير للنبي صلى الله عليه و سلم معتذرا أنشده واصفا ما رآه فيه بقوله:








إن الرسول لنور يستضاء بهمهند من سيوف الله مسلول







ورغم علمنا اليقيني بأن الجمال كان يزين النبي صلى الله عليه وسلم شكلا كما يقول أبو هريرة رضى الله عنه مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كَأَنَّ الشَّمْسَ ‏ ‏تَجْرِي فِي وَجْهِهِ) و هذا مع نور النبوة الا ان كعبا لم يكن بالتأكيد يصف جمال النبي صلى الله عليه وسلم الشكلي بقدر ما كان يقصد المعنى و الفكرة وجاذبية شخص النبي صلى الله عليه وسلم و قد تماثل وصفه له صلى الله عليه وسلمبالنور مع ما ذكرته ام معبد الاعرابية التي قدر الله مرور النبي صلى الله عليه وسلم بخيمتها في الهجرة لتسخر اعلاما مقتدرا ومؤثرا عنه حتى اليوم جاء في انسب توقيت و هو يستشرف مرحلة و مجتمعا جديدا بالهجرة فقالت في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه ثم استرسلت تصف هيئته العامة فابانت جمالا في الشكل و رقيا في الطبع و جاذبية كان لها القدح المعلى في ايصال معاني الدين و قيم الرسالة التي جاء بها، و لكن اكثر ما يستوقف المطلع على قول ام معبد ايضا ليس الوصف اشكلي بقدر ما هو السمات الكارزمية التي تجعل رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم يجتمعون حوله و يهمهم جدا سماع قوله و يعتبرون مقاله خطة عمل واجبة التنفيذ كما تقول:(له رفقاء يحفون به ، إذا قال استمعوا لقوله ، وإذا أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود)،

انها شخصية الانسان المتصل بالسماء الذي أدبه ربه فاحسن تأديبه فهو ليس فقط لا ينطق عن الهوى و لكنه ايضا يعبر عن نفسه بالمنطق المقبول المعقول فكان مقنعا في قوله مرضيا باسلوبه الذي يفرض الاحترام فلا يقول الا خيرا ولا يتزيد في الكلام بغير حاجة

لانه يعلم ان الاسهاب غير ذي الاضافة ممل و يشتت ذهن المستمع و يبعده عن لب الفكرة فلا يكون سهلا عليهم سرعة التعلم و الاستجابة والتنفيذ اللذين وصفتهما ام معبد،ويضيع زمنا يحسن استثماره في غيره، كما انه وقور في صمته مما يضفى على شخصه المزيد من الجاذبية وفي ذلك تقول ام معبد:(إذا صمت علاه الوقار ، وإذا تكلم علاه البهاء . أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأحلاهم من قريب ، حلو المنطق ، فضل ، لا نزر - أي لا تفاهة -، ولا هذر - أي لا ثرثرة - ، كأن منطقه خرزات نظِمن يتحدرن).

ان هذه الكاريزما المتفردة كانت من اسرار اجتماع الناس حوله و جعلت حبه عند عمر يطغى في لحظة على كل علائق الدنيا الاخرى وهكذا ينبغي ان يكون استعداد المؤمن

وهي التي جعلت رجلا مثل ابوسفيان في قمة عداوته للدين يقر بسماحة قيم الدعوى امام هرقل الروم

ولكن الجاذبية لم تقتصر على شكل الحديث بل شملت موضوعه وفي ذلك يفول علي في وصفه صلى الله عليه وسلم بين الناس: أَشْرَحُهُمْ صَدْرًا وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً وَأَلْيَنُهُمْ ‏ ‏عَرِيكَةً ‏ ‏وَأَكْرَمُهُمْ عِشْرَةً مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ يَقُولُ نَاعِتهُ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ ‏.

فالصدق مظنة الثقة و اللين يشجع الراغبين في التواصل و الكرم يحبب القلوب في الكريم وبهذه الكاريزما حق للنبي صلى الله عليه وسلم ان يقتحم القلوب و لا زال يملكها

فهل نطمع في شرف الانتماء لهذه المدرسة الخلقية و لو بشرف المحاولة

اللهم آمين




مقال اعجبني فاحبتت ان انقله بعد ان استئذنت من صاحبته ووافقة على نشره في كاتبة المقال السيدة الفاضلة ايمان عبده جزاه الله كل خير





-------------------------

منقول